صغيراً كنت ... و لازلت ... كرة القدم ... عشق الأطفال ... و لعبة الكبار ... قررت في هذه العطلة الصيفية ... إقامة نادي يجمعنا أطفال الحارة ... نقضي فيه عصرياتنا ... و نتدرب على لعب الكرة ...
في الطابق الأرضي المهجور ... من العمارة التي نسكن إحدى شققها ... توجد غرفة كبيرة ... قررت أن تكون مقرّاًً للنادي ... أقوم بوضع أبواب قديمة ... مرفوعةً على براميل ... لتكون طاولة للنادي ... و أملأ الغرفة بما لدي من قصص و مجلات ... و أدعو أطفال الحارة لقضاء وقت العصر في غرفة النادي ... الآن نستطيع الجلوس معاً ... تحت سقف يضللنا ... لنقرأ ... نتحادث ... و نخطط لنادينا ... بعيداً عن شمس الصيف المحرقة ...
الملعب ... هناك أرض فضاء كبيرة بين بيوتنا ... نقرر أن ننشأ فيها عوارض خشبية من الجهتين ... لتكون ”القول“ ... و نأتي ببقايا ”النورة“ أو الكِلْس الأبيض ...و المُكوّم أمام منزل جارنا مطلق ... لنخطط به حدود الملعب ... و مركزه ... جميع أطفال الحارة ... بما فيهم أنا و أخي غازي ... نقوم بذلك ... حتى انتهينا في غضون يومين ... ثم نبدأ في تكوين الفريق ... بما أن إقامة النادي كانت فكرتي ... نصّبت نفسي رئيساً ... و حمد ”السد المنيع“ كابتن للفريق ... و الذي نطلق عليه هذا المسمّى لبراعته في الحراسة ... و وقوفه سّداً منيعاً في وجه المنافسين ... و بعد تفكير عميق ... رشحنا ”سلطان“ ليكون حارس الفريق ... و لم يكن هذا الترشيح بناءاً على براعته في ذلك ... و لكن كان لسبب بسيط ... و هو امتلاكه طقماً أسود اللون ”فانيلة و شورت“ ... ليكون من أقوى المرشحين لهذا المنصب ... و باقي أعضاء النادي ... يكملون فريق كرة القدم ...
لم نلعب قط مع فرق الحواري الأخرى ... كنّا نقسم أنفسنا إلى فريقين ... نلعب سوياً ... و نقضي أوقات سعيدة معاً ... و إذا تعبنا ... ذهبنا لغرفة النادي ... لنكمل أحاديثنا و نقرأ من القصص و المجلات الموجودة ...
بعد مدة ... يتطور النادي الصغير ... لنقوم بتكوين فريق مصارعة ... بعد أن شاهدنا إحدى المباريات في التلفزيون ... لينخرط فريق كرة القدم جميعه ... في مباريات مصارعة على الرمال ... نثبت بها قوتنا و قدرتنا ... و إبداع أطفال الحارة الصغيرة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق