مرحبا ... أنا محمد ... طفل في الرابعة من عمري ... أنا رجل مثل باقي الرجال ... و لكني لا أزال قليل الخبرة ... و في حاجة لأم تعتني بي ... و أب يحبني ... و أطفال آخرون ألعب معهم ... سآخذكم في جولة معي ... لترقبوا الحياة في عيون طفل ...
أكره النوم في سرير بمعزل عن والدتي ... أرى أنى أحق بها من أبي ... فهو رجل كبير ... لايخاف من الظلام ... و لايحتاج لصدر حنون مثلي ... فأنا أعتمد على أمي كثيراً ... معها طول اليوم ... لا أتركها أبداً ... أبداً ... و هو يذهب بعد الفطور و لا يعود قبل الظلام ... ليستولي عليها ... و يتركوني وحيداً في غرفة توجد فيها أختي الكبيرة ... و التي ليست أمي ... تنزعج من طلباتي ... و تطلب مني السكوت ... و إذا بكيت تبدي غضبها مني ... ليست مثل أمي ... التي تهدأ من روعي ... تحملني إذا بكيت ... تقبلني ... و لاتتركني حتى أضحك ... يا الله كم أحبها ... أحب أن أنام في أحضانها ... أحب حرارة زفيرها و هو يلامس وجهي ... أحب رائحتها و هي بجانبي ... أحب ملاعبتها لي ... و ضحكاتها التي تنطلق من قلبها ... مشجعة لحركاتي ... وفرحة لكلماتي ... تحس بجوعي و عطشي ... تعتني بي عندما يوهن المرض جسدي ... تسهر على راحتي ... أعلم بأني أزعجها في بعض الأحيان ... و أتدلل بطلبات صعبة ... و مع ذلك تحققها لي ... حتى أرضى ...
أبي ... ذلك الرجل البعيد القريب ... دائماً هو خارج البيت ... تقول والدتي أنه يعمل ... ليجلب لنا النقود ... حتى نشتري غذائنا و كسائنا و ألعابنا ... لا أعلم لماذا لا يبقى عندنا ... و يقصد آلة البنك لأخذ النقود منها عند الحاجة ... ففيها الكثير من النقود ... و لا حاجة للعمل و الغياب طول اليوم ... أحبه كثيراً ... فهو يشتري لي ما أرغب به من ألعاب ... و يأخذنا معه في سيارته الكبيره إلى أماكن كثيرة ... أحب أن أشاهده و هو يقود السيارة ... و يحرك المقود يميناً و يساراً ... و أتمنى أن أشتري سيارة مثل سيارة أبي عندما أكبر ... مع كل هذا ... فإنه ليس مثل والدتي ... ينزعج من كل حركة ... يطلب مني السكوت عند مشاهدة التلفاز ... يركز على أشياء كثيرة ... و لاتعجبه تصرفاتي في أغلب الأحوال ... عندما يدخل إلى البيت ... تأمرنا والدتي أن نصمت و لا نحدث أية جلبة ... لأنه للتو قدم من عمله و هو متعب جدّاً ... لا أعلم لماذا يذهب إلى العمل إذا كان متعب لهذه الدرجة ... يحبني أكثر عند مرضي ... يكون معي معظم الأحيان ... و يقل حبه إذا شُفيت ... لهذا أتمنى أن أمرض لأحصل على اهتمامه المفقود ... و على زيادة قربي من أمي ... هما حياتي و أماني و سبب حبي لكوني طفلاً ...
تفكيري بسيط ... و لكني أعلم أني أتحكم بهما ... و أجعلهما يلبيان جميع طلباتي ... إذا رغبت بشيء بشدّة ... أمارس معهم طريقة البكاء ... و التي تنفع دائماً ... إذا عمدت على الوقوع في خطأ كبير ... أمارس معهم طريقة المحبة ... أتعلق في رقبة أمي ... و أقبلها قبلات كثيرة حتى يتحول غضبها إلى ضحكات جميلة ... ولكن ... عندما ينتشر الظلام ... أخاف من أن تنام والدتي قبلي ... فذلك يرعبني ... و يفقدني الأمان ... فأعمد على إيقاظها باصطناع طلبات جديدة ... شربة ماء ... أو تناول وجبة ... أو أي شيء لكي أوقظها لتكون معي حتى أنام ... بعض الأحيان تنزعج من ذلك بشدّة ... و لكنها تنسى كل ذلك في الصباح ... كم أحبها ...
جميل جدا
ردحذفسلمت إيديك. يا أبو فهد