هل فكرت يوماً بتسلسل أحداث يومك ... و مرور صباحك و مسائك ... ساعاتك ... دقائقك ... و ثوانيك ... كيف لو كان عندك مخزونٌ منها ... ترجع إليه لتنعش ذاكرتك ... و تعيد عيش أحداث مضت ...
تعيش نجلاء حياة روتينية ... نعيشها جميعاً ... أحداث بسيطة تخلخل هذا الروتين ... تحدث بفترات متباعدة ... كلما طالت هذه الفترة ... تصبح الحياة كئيبة بعض الشيء ... نفرح بعدها لحصول حدث ... يحرك رتابة حياتنا الروبوتية ... لتعيد لنا نشاطنا ... و حبنا للحياة ... و هكذا دواليك ...
فكّرت نجلاء بطريقة ذكية ... لتجسيد حياتها اليومية ... و تخليدها من خلال تصوير ثانية واحدة من كل يوم تعيشه ... ثانية من الأربع و العشرين ساعة ... جزء واحد من ٨٦٤٠٠ جزء من يومها ... يعينها على تذكر جميع أحداث يومها ... و ينعش ذاكرتها ... في يوم تحتاج فيه إلى ذلك ...
فى آخر يوم من كل سنة ... في الليلة الفاصلة بين زمنين ... بين عام مضى مليئ بأحداث سعيدة و حزينة ... و عام قادم تدعو الله أن يجعله أحسن مما مضى ... تجمع نجلاء عائلتها ... و تعرض عليهم أحداث عامها الفائت ... و يالها من إعادة إحساس لأحداث عاشتها هي و عائلتها ... جمعت بعناية في فيلم يحوي ٣٦٥ ثانية ... ٣٦٥ حدث ... ٣٦٥ يوم ... جُمِعت بتسلسل و حِرَفيَّة ... في فيلم قصير ... مدته أطول قليلاً من الدقائق الست ...
جميع هذه الثواني ... تمثِّل ما تراه نجلاء أمام عينيها ... لاتوجد صورةً واحدة لها ... عدا واحدة و قد انعكست صورتها في المرآة ... بدون قصد ... لأنها تريد تخليداً واقعيّاً لما تراه عينيها ... لا ما يراه الآخرون ... و يالها من تجربة جميلة ... و عمل جبّار ... ثانيةٌ قبل ذهاب أخوتها إلى المدرسة في أول يوم دراسي ... أخرى ووالدها يغادر ذاهباً إلى عمله ... أختها و زوجها في المطار مغادرين إلى أمريكا ... ابنة عمتها في الكوشة تحتفل بزواجها ... مأتم جارتهم عند وفاة أحد أبنائها ... سيارات على جسر البحرين ... أمها أمام موقد الغاز تحضر غدائهم ... ثوانٍ كثيرة ... و أحداث كثيرة ...
أثبتت فيها نجلاء للجميع ... أن أيّامهم غير عاديّة ... حيث لا وجود للروتين ... كل ثانية تختلف عن الأخرى ... و كل حدث له دلالاته ... مهما كان صغيراً ... و بسيطاً ... الجميع متشوِّق لما سوف تعرض عليهم نجلاء العام القادم ... فهي تأخذهم في "فلاش باك" جميل ... يجسد لهم أحداث عادية و مفرحة و محزنة ... لعام كامل ... قد دمجت و اختصرت في ستة دقائق ... أطلقت جميع أنواع المشاعر ... في قلوبهم الصغيرة ... فكرة جميلة و غير مُكلِّفة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق