الجمعة، 8 فبراير 2013

بسمة

بسمة ... إسمٌ على مسمّى ... لاتجدها إلاّ مبتسمة ... ابتسامةً نابعةً من القلب ... إبتسامةَ من أحبّ الحياة ... و عَشِقَها ... ابتسامةَ من رضي بما قدَّرَ الله له ... إن كان حسناً شكر ... و إن كان سيئاً صبر ... و لاتزال ترى أحسن مافي الناس ... و تُكثِر من إطراءه ... حتى أحبّها الجميع ...

يلجأ إليها من أغلقت الدنيا أبوابها في وجهِه ... ليخرج من عندها و قد تولَّد عنده أمل ... و حب للدنيا و للآخرة ... لديها قدرةٌ عجيبة على إذابة ما اعتلا صدور الناس ... و إظهار صفاء معدنهم ... محبةً للجميع على اختلاف انتماءاتهم ... و طوائفهم ...

تعمل موظّفة استقبال في أحد مستشفيات المنطقة ... تبادر المرضى بابتسامتها المعهودة ... لتزيل بعضاً من آلامهم ... و كثيراً من خوفهم ... يلجأ إليها الأطبّاء في تهدئة مرضاهم مهما كانت أعمارهم ... و كأنها تملك قدرات خارقة ... على الإنغماس في نفسيات الآخرين ... لتنزع منها ما تحشرج في حناجرهم ... و تطلق انشراحهم و راحتهم ... حتّى أصبح الناس يدعون المستشفى الذي تعمل فيه بإسمها ... مستشفى بسمة ... 

يدعوها مدير المستشفى ليشكرها على ماقدّمت للمستشفى ... و يُبشِّرها بترقيتها لتصبح مسئولة عن العلاقات العامّة في المستشفى ... تشكره ... و تُخبره بأنها تحب عملها و موقعها و لاترغب في تغييره ... فهي تعشق التعامل مع الناس ... و المرضى ... تحب رؤيتهم و قد تبدّل حالهم إلى الأحسن ... و الرضى في أعينهم يمثِّل أفضل تقدير لجهدها ... تدفع دولاب كرسيها ... لتخرج من مكتبه ... و تعود إلى موقعها ... خلف شبّاك الإستقبال ... تستقبل عجوزاً مريضة ... و تعطيها جرعات نفسية ... تسعدها ...  "مرحباً ... ما أجمل ابتسامتك يا والدتي ... ذكّرتيني بأمي رحمها الله ... آمري ... كيف ممكن أساعدك" ... إعاقتها لم تقف طريق عثرةٍ في مساعدة غيرها ... حسب استطاعتها ... بالكلمة الجميلة التي تخرج من الأعماق ... و الروح الأجمل ...

هناك تعليق واحد:

  1. ما اكبرك يا ابا فهد. كبير بسمو مبادئك وانطلاقك في نشرها وتعويد الناس عليها. بوركت وبوركتمساعيك.

    ردحذف

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...