تزوّجا في ريعان شبابهما ... ليتولد ذلك الحب العاصف ... و العشق الأبدي ... كل منهما مكملاً للآخر ... روحاً واحدةً في جسدين ... و جسد واحد ذو روحين ... توئما روح ... إذا مرض أحدهما ... تألّم الآخر ... و إذا نجح أحدهما ... فرح الآخر ... معاً أبداً ... وجهان لعملةٍ واحدة ...
شاخا سويّاً ... و انقض الزهايمر على وداد ... حتى تردّت حالتها ... و انمحى علمها ... جميع المعلومات التي جمعتها طول أيام حياتها ... بدأت تتلاشى ... حتّى انمحت من ذاكرتها في غضون شهرٍ واحد ... نسيت حتّى اسمها ... و مع ذلك ... ينشرح صدرها عند رؤيتها سلطان ...
سلطان ... بات يحمل أحمالاً جديدة ... بات يحمل هم وداد ... التي لم تعد تتحدث معه ... فقط تبتسم لدى رؤيته ... ليمسك يديها الشائختان ... و يرفعهما ... و يطبع عليهما قبلةً من القلب ... و حال لسانه يقول ... "افتقدك يا وداد ... أفتقد حروف إسمي من بين شفتيك ... أفتقد لمستك الحانية ... أفتقد صباحك الجميل ... و مسائك الأجمل ... لازلت تعتلين عضلة قلبي ... و تملئين فراغاته ... و تضخين حبك في وريدي ... مع دمي ... ليشحن جميع خلايا جسمي ... بِطاَقَةِ حبك الأبدي ... أفتقدك يا وداد" ...
سلطان لدى بائع الورد ... يشتري وردةً حمراء ... و يمشي إلى دار المسنِّين ... يدخل غرفة وداد ... و هي جالسةً على سريرها ... و الشمس مرسلةً دفئها ... من خلال النافذة الكبيرة ... في رسالةٍ صباحيّة ... إلى المُحبِّين ... يجلس بجانبها ... تلفتت إليه ... تشهق و تبستم ... يمسك يديها ... يرفعهما ... و يقبِّلهما ... و يضع فيهما الوردة الحمراء ... و يقول ... "عيد زواج سعيد ... ياعزيزتي ... هذا عيد زواجنا الخامس و الخمسين ... كل عام و أنت بخير " ... دموع حبيسةٌ عدّة انفجرت من عيني وداد ... بكفيه ... يمسك بجانبي رأسها ... و يقبل جبهتها ... لتختلط دمعات المحبين معاً ...
ابداع حقيقي لمؤلف فذ.
ردحذف