الثلاثاء، 12 فبراير 2013

جريمة

قصة حقيقية ... سبق أن قرأتها ... لشابٌ مراهق ... له والدان عجوزان ... يسكنا في شقةٍ في الطابق العاشر ... كثيرا الشجار ... لاتمر عليهما ليلة من دون الصراخ و السباب ... سليم الولد المراهق ... سئم هذه الحياة ... و هذا الصراخ ... كل ليلة ... إلى أن يصل الحد بأن يُشْهِرَ والده سلاحاً غير محشواً على والدته ... كيف يستطيع المرء العيش في بيئةٍ مشحونةٍ كهذه؟ ...

في يومٍ من الأيّام ... و خلال شجارهما المعتاد ... أطلق والد سليم النار من مسدسه على والدته ... لِيُخْطِئُها و تستقر الرصاصة بين عيني سليم ... ليسقط ميتاً في الحال ...

تحضر الشرطة و المباحث و الإسعاف إلى موقع الجريمة ... سليم واقع خارج المبنى ... على شبكة منصوبةٍ خارج الدور الخامس ... الأب و الأم في صدمة ... و الحادث غريبٌ جدّاً ... يحضر المحقِّق ... يستجوب الأب عن ما حدث ... "لا أعلم كيف حدث هذا" ... يقول الأب و هو مرعوب ... "سليم يسكن في شقةٍ في الدور الثاني عشر ... أثناء شجاري اليومي مع والدته ... كعادتي لوحة بالمسدس في وجهها ... المسدّس الذي لم أحشوه قط ... لأتفاجأ بانطلاق رصاصةً ناحية والدته ... لتخطئها و تعبر النافذة المفتوحة ... فأسمع صرخة سليم ... ننطلق ناحية النافذة ... لنرى سليم مضرجاً في دمه ... و قد تلقَّفته شبكة الصيانة ... و حالت دون وقوعه على الأرض" ... بناءً على هذه الأقوال تم ايداع والد سليم السجن ... و اتهامه بقتل ابنه ...

العجيب أنَّ المحقق وجد رسالةً في جيب سليم ... توضِّح أنه سئم من هذه الحياة و قرَّرَ الإنتحار ... و هنا تعقَّدت القضيَّة ... و استلزمت من المحقق بذل الكثير من الجهد لتحليلها ... و معرفة حقيقة ما جرى ... في الختام استطاع المحقِّق بذكائه ... ايجاد تصور كامل لما حدث ... مما ساعد على خروج والد سليم من السجن ... بريئاً مما نُسِبَ إليه ...

سُجِّلت الحادثة بعنوان ... "الفتى الذي قتل نفسه" ... فنظراً لحقد سليم على والده و والدته ... و يأسه من الحياة ... فقد وضع خطَّةً محكمة ... للتخلص منهما ... حيث عمد على حشو مسدس واده ...  لعلمه بأن سوف يستخدمه أثناء شجاره مع والدته ... و بهذا يتخلص من والدته ... و والده الذي سوف يدان بقتل زوجته ... و سوف يدخل السجن ... و بالنسبة لسليم فقد خطط على الإنتحار ...  برمي نفسه من نافذة شقته من الدور الثاني عشر ... علماً بأن في ذلك اليوم ... نصب فريق الصيانة شبكة سلامة خارج الدور الخامس ... لعمل بعض أعمال الصيانة اللازمة ... و التي كانت سوف تكون سبباً في نجاته ... لو لم يصادف مروره أثناء سقوطه ... على نافذة شقة والديه ... في الوقت الذي خرجت منه الرصاصة من النافذة ... لتستقر في منتصف جبهته ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...