قصة الإنسان … قد علمها الخالق … و سجّلها بين دفتي كتاب … في لوحٍ محفوظ … فمن قبل ولادتنا … إلى بعد وفاتنا … كل فعل و حرف و إشارة … نقوم بها … مسجّلةً و محسوبةً … إمّا لنا و إمّا علينا … و لنرجو أن يكون جُلَّها لنا …
أكتب … لأن ابن الإنسان … جديرٌ بذلك … و قصته … تستحق أن تسجّل … لِتُقرأَ من الجميع … من جيل سبق … و جيل لحق … و أجيال قادمة …
أكتب … لأن ابن الإنسان … يختار طريقه بنفسه … و يرسم مستقبله بفعله … فأفعاله هي محتوى تاريخه … و أقواله هي الناطق الرسمي له … فلماذا لاتخلد أفعالاً و أقوالاً … لِيُعْلَمَ ما غاب … تُفْهَمَ الأسباب … و يُعرف سياق ماكان … ليعذر ابن الإنسان …
أكتب … لرغبتي الشديدة … في معرفة دواخل نفسي … و كشف مشاعر راسخة منذ القدم … و ذكرياتٍ قديمة مملوءة بالسعادة و الألم … و التي لن أعرف بوجودها … بدون استدرارها … و البحث عنها في تلافيف الذاكرة … لأبعثها من جديد … أربطها بقلمي … ليكتب بحبرها … حتى ينضب … و هل لحبر غرف الذاكرة من نضوب …
أكتب … لأكتب … و أستمر في الكتابة … إلى أن أُفرغ غرف الذاكرة … مِمّا بها … و أفرغ وصايا في نفسي … لأبنائي و بناتي … و أحفادي و حفيداتي … و بهذا أكون قد أنهيت واجبي اتجاههم … و اتجاه كل من أحبني و أحببته …
أكتب … لأترك بعضاً مني … لأحبائي … علّهم يذكرونني … في زمن لا أكون فيه موجوداً … يذكرونني فيه بخير … و يدعون لي فيه بخير …
اطال الله عمرك على الطاعه. كتب الله اجرك فيما تقول وتكتب ولا حرمنا من طلتك البهيه و اقوالك الرائعه.
ردحذف