هل نحن في سباق مع الزمن؟ … أم نحن في سباق مع أنفسنا؟ … هل الزمن هو مجموع الثواني و الساعات؟ … أَم جودة ثواني و ساعات أعمارنا؟ … و لماذا نسابق الزمن أصلاً؟ … أسئلة تجول في خاطري … أتمنى أن أجد الإجابة عليها …
قبل الإجابة على هذه التساؤلات … يجب أن نعرف ماهو سبب وجودنا في هذا الزمن؟ … لماذا وُلِدنا و لماذا سوف نموت؟ … ما حدث قبل ولادتنا؟ … و ماذا سوف يحدث بعد مماتنا؟ … و مابين بدايتنا و نهايتها … مرحلة إنتقالية … نعبر بها هذا الزمن … للإنتقال إلى زمن آخر … زمنٍ تختلف فيه الثواني و الساعات … زمن تختلف فيه الأحداث و التوقعات … زمن تختلف فيه الأحاسيس و المشاعر … زمن تختلف فيه الأشكال و الأفعال … زمن يختلف فيه الزمن نفسه …
قبل ولادتنا … شاء الله سبحانه و تعالى أن نكون … فقدر الله سبحانه لأهالينا الإلتقاء … فكُنّا … أتينا إلى هذه الحياة … بدون قدرة منا و لا اختيار … تحقيقاً لسبب الوجود الرئيس … خلافة الله سبحانه و تعالى في أرضه … ولِدنا بدون اختيار آبائنا … بدون اختيار ورعهم و تُقاهم … بدون اختيار دينهم و فكرهم … بدون اختيار أرضنا … بلا حول منا و لا قوّة … فلو كان لنا الخيار في ذلك … لوُلِدنا في الجنة … أصل موطن جدِّنا آدم … و لكن قدّر الله و ماشاء فعل … أتينا إلى هذه الحياة الدنيا … على الفطرة … و لنحمد الله أننا ولدنا لآباء مسلمين … فتربينا على الإسلام … و لو كان آبائنا غير ذلك … لتربينا على ديانتهم … و لأصبحنا مثلهم … إلّا من رحم ربّي …
و بعد وفاتنا … يقف الزمن … هو انتظار و ترقب … فالثانية كالساعة كالسنة … هدوء و ظلام … يمشي زمننا حين إذٍ … بأعمالنا … حسنها يزيد من سرعة عجلة الزمن … و سيّئها يزيدها بطأً … حتى تحين الساعة … لنُبعث من جديد … و يعود لدينا الإحساس بالزمن … ننتظر الفرج من رب العباد … ننتظر نتيجة أعمالنا … ليكون هذا الوقت من أبطأ الأوقات … و أصعبها على الإنسان … فنجاح أو رسوب … جنّة أو نار … أعاذنا الله و إيّاكم منها … أسأل الله لنا و لكم الجنّة … اللهم آمين …
و مابين بدايتنا و نهايتنا … هي حياتنا الدنيا … هي ثواني و ساعات أعمارنا التي كتبها الله لنا … هي فرصتنا الوحيدة … لإعمار الأرض … و خلافته سبحانه و تعالى فيها … حسب المبادئ التي رسمها لنا … و التي نشرها رسله عليهم صلوات الله وسلامه …. في أصقاع الأرض … فأعمالنا خلال هذه السويعات … هي مايحدد مصيرنا في الزمن الآخر … فلنستغلّها بعبادة الواحد الأحد … بإسعاد من هم حولنا … بمساعدة المحتاج … و بتعليم الجاهل … بنشر علمنا و إبداعاتنا … بنشر تعاليم ديننا … و إنقاذ البشرية … و الدعوة لهم بالهداية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق