السبت، 18 أغسطس 2012

اللغز

صغيراً كنت ... و لازلت ... صعب فقدان ما اعتدت على وجوده ... فكيف اذا كانت علاقةً جديده ... و أنت سعيد بها ... تتشوق لِلِّقاء ... و اللعب ... و تمضية أوقاتاً سعيده ... مع أصدقائك الجُدُد ... فكيف إذا بدأت تفقدهم واحِداً واحِداً ... و أنت لاتدري أين يذهبون ...

لاأزالَ أصحو مبكِّراً ... لأنطلق إلى حيث ... منزِلَ زملائي الجُدُد ... أجلس خارج الجحر ... لأراهم يخرجون تباعا ... يقفزون سريعاً إلي ... لأكل ماأحمله لهم من برسيم ... و أنا أستمتع برؤيتهم ... و هم يبدأون بقرض وريقات البرسيم بقوَّه ... بأسنانهم القارضةُ الصغيره ... و يرمقونني بين الفينةِ و الأخرى ... بعد إنتهاء ماأحمله من برسيم ... أنطلق إلى إناء الماء ... لأنظفه و أملأه ماءاً من جديد ... فتتراكض جميعها مع أمها و أبيها ... لتضع رأسها في الإناء ... قبل أن أضعه على الأرض ... فتشرب حتى ترتوي ...

أذهب إلى الركنة الأخرى ... حيث ظلال الجدار الشرقي ... فتلحق بي ... و نلعب معاً حتى تتعب الصغار ... فتذهب إلى أمها ... لتستريح ... أتركها ... لألبي نداء أمي ... التي تدعوني لتناول الإفطار ... أخبرها عن مافعلت مع الأرانب الصغيره ... فتُحَرِّصَني على نظافة الماء ... لأن الأرانب الصغيره ... حسّاسة جداً ... و تمرض كثيراً ... لهذا فإنّي أعتني بها عنايةً كبيره ... خوفاً من فقدها ...

بعد أن أنهيت فطوري ... و أنا لاأزال أتحدث مع أمي ... أسمع جلبةً كبيره ... قادمةً من الفناء الكبير ... أنطلق إلي هناك ... الأرانب غير موجوده ... فقد دخلت جحرها ... جميعاً ... أقف خارج الجحر ... إلوِّح بوريقات البرسيم ... و لكن مامن مجيب ... ماهنالك ياتُرى ... أنطلق لأخبر أمي ... فتطمئِنني إلى أن الأرانب ترتاح الآن في جحرها ... و سوف تخرج قريباً ... أحمل معي قصةً من قصص سوبرمان ... و أذهب إلى الفناء الكبير ... أجلس على المصطبة الخرسانيه ... أسفل الجدار الشرقي ... و أبحر مع عالم سوبرمان ... أذهب معه في مغامرةٍ شيقه ... في الفضاء الخارجي ... لأعود بين الفينة و الأخرى ... أطمئِن على الأرانب ... لأرى إن كانت خرجت من جحرها ... أم لاتزال ترتاح فيه ...

بعد مدة ليست بالقصيره ... أخرج الأب رأسه من الجحر و هو مذعور ... أنطلق إلي عندما رآني ... و هو مرعوب ... أنفاسه متسارعه ... بعد قليل ... تبعته الأم و صغارها ... مهلاً ... أحد الصغار مفقود ... ماذا حصل ... أذهب إلى الجحر ... أجلس على الأرض ... أخفض رأسي ... لأرى داخل الجحر ... لايوجد أحد ... أنطلق إلي أمي لأخبرها بذلك ... فتعدني بأن تخبر والدي ... إذا رجع من العمل ... و سوف يحل لنا لغز الإختفاء هذا ...

أحاول أن أحل هذا اللغز ... أذهب مجدَّداً ... و أبدأ في فحص الأرض ... لأرى إن كان السارق قد ترك أي دليل ... هناك آثار غريبه ... لاتمت إلا الأرانب أو الدجاج بِصِلَه ... سوف أريها أبي عند عودته ... لعلَّها تفيدنا في معرفةِ السارق ... أنتظر على أحر من الجمر ... رجوع والدي من عمله ... و في نفس الوقت ... بدأت أقضي معظم وقتي ... حارساً للأرانب ... حتى أحميها من السارق ... إذا تجرأ ثانيةً ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...