الجمعة، 31 أغسطس 2012

بيت الملّا

صغيراً كنت ... و لازلت ... خلف بيتنا ... منزلٌ من طابقين ... مستواه مرتفع كثيراً عن الممر الخارجي ... حيث يوجد سلمٌ يؤدي بك إلى مدخل البيت الرئيس ... من أجمل بيوت الحاره ... 

صاحبه رجلٌ عجوز ... يدعى الملاّ ... وقد نسيت إسمه الأول ... زوجته عمانية الجنسيه ... متعلمه و متحضره ... لديهم ولدين ... أصغرهم أحمد و أكبرهم إبراهيم ... يعتبر بيت الملآّ ... من البيوت القليله الميسورة الحال ...  في حارتنا البسيطه ... يتميز بيتهم بالنظافه الشديده ... ويتميزون جميعاً بالنظافه و الأناقه الدائمه ... دائماً ما نذهب لهم ... من أجل الحصول على الماء الحلو (البيذر) لعمل الشاي ... و الحصول على هدية أم إبراهيم المعتاده من الحلوى اللذيذه ...

في يومٍ من الأيام ... قدمت من عمان ... أخت زوجة الملاّ ... و هي أرمله متدينه ... يوجد لديها بنت واحده و ولدٌ واحد ... فقام الملاّ و شيد لهم غرفاً خشبيه ... في حوطة ملاصقة لبيتهم ... و سكّنها هي و أبنائها ... و تكفل بهم ... 

أكبر أبنائهم كان طالباً في المرحله الثانويه ... و يملك دراجة ناريه ... يحب الرسم كثيراً ... و كانت لديه غرفة في سطح منزلهم ... يمارس فيها هواية الرسم ... بعض الأحيان ... أرى رسومات جميله على طاولته ... كان محافظاً على وقته ... تحرص والدته على تسجيل مذيع برامج التلفزيون ... أثناء إذاعة قائمة البرامج يومياً ... و ذلك حرصاً منها على أن لايضيع وقته ... و يشاهد فقط مايرغب في وقته المذاع ...

الإبن أحمد كان شقيّاً جدّاً ... في يوم من الأيام ... رأيته نازلاً من سطح بيتهم ذو الطابقين ... بواسطة حبلٍ ربطه في أعلى السطح ... و نزل متعلقاً به ... حتى لامست قدماه الأرض ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...