الخميس، 2 أغسطس 2012

٩٢- ثالث "أ"

صغيراً كنت ... و لازلت ...سنه دراسيه جديده ... أصدقاء جُدُد ... مديرٌ و وكيل جديدين ... طريقٌ جديد إلى المدرسه  ... مسافة طويلةٌ ... لم أعد أرى منزلي و أنا في طريقي إلى المدرسه ... كما هو حال المبنى القديم ... تحديات كبيره لطفلٍ في التو تعدى الثامنة من عمره ...

ثالث "أ" ... فصلٌ صغير يقع في الدور الأرضي ... قريباً جدّاً من غرفة المدير ... نبدأ اليوم الدراسي بالطابور الصباحي ... في ساحة المدرسة الصغيره ... حيث يُكَوِّن كل صف دراسي خط واحد ... يقف كل طالب خلف زميله بتباعد ذراعٍ ممدودةٍ واحده ... نضع حقائبنا بجانبنا ... و يقودنا مدرس الرياضه لعمل التمارين الرياضيه الصباحيه ... جميع الطلاب يقومون بحركات موحده ... يوحِّد بينها صوت الصفقةِ الجماعيه ... في آخر كل حركه ... بعد الإنتهاء من الفقره الرياضيه ... يتحدث مدير المدرسه في المذياع المدرسي مرحباً بالطلاب في مبناهم الجديد ... و يعلن خطة المدرسه لدخول و خروج الطلاب ... يتكلم عن الفسحه و المقصف ... و يركز على النظافه و التفتيش الفجائي و ضرورة حمل المنديل دائماً ... بعد ذلك نتوجه إلى الفصول الدراسيه بدأً بالصف الأوَّل ... و بقيادة الوكيل "إبراهيم بشير" ...

ندخل فصلنا ... و يجلس كل طالب على كرسيه ... أشترك مع صديقي سعيد في طاوله واحده مخصصه لشخصين ... حيث أن الكرسي الطويل مشتبكٌ مع الطاوله ... و له دِرْجٌ نستطيع فتحه وو ضح حقائبنا داخله ... الصف صغيرٌ جدّاً ... مكتوم ... لاتوجد نوافذٌ أبداً ... مروحةٌ معلقة في السقف ... تبذل قصارى جهدها في تبديد حرارة جو الغرفه ... سبورة خشبيه  سوداء اللون في واجهة الصف ... أرضية من البلاط القديم ... جدرانٌ ذات لون أزرق فاتح ... نور يتغلغل من الباب يحاول إنارة الغرفه و لكن يعجز عن ذلك ... لمبتين معلقتين بسلك كهربائي طويل تتدلّيان من السقف ... تنيران الغرفه بنور أصفر مُمِل ...

شِتّان بينه و بين فصلي في المبنى القديم ... حيث الحجم الكبير ... النوافذ الكبيره و الكثيره ... و الإناره الطبيعيه التى تملء فراغ الغرفه ... الجدران البيضاء ... و التهويه الطبيعيه الجيده ... جو الصف الجديد  خانق ... كئيب ... مُمِل ... مزعج ... حيث أصوات الطلاب تنكسر على جدران الغرفه ... لتعود مكونة ضوضاء صاخبه ... المدير يدخل الصف أكثر من مرَّةٍ في اليوم طالباً من الطلاب الصمت ... ومهدِّداً و متوعداً في حين تكرار هذا الإزعاج ... يالله ... كم أشتاق إلى المبنى القديم ... حيث الهدوء ... و السكينه ... و المساحات الخاليه حوالي المبنى ... حيث يمكنني أن أرى باب بيتنا من نافذة الصف ... و الكثبان الرمليه الجميله ... حيث الإنطلاق .. و الهواء العليل ... و أشجار الإثل الكثيره ... حيث الساحه الكبيره ... و الأشجار التي تسكنها أنواع شتى من العصافير ...

ياترى هل القديم مع مكَدِّراته دائماً جميل ... دائماً أجمل من حاضرنا ... أم أنَّها عقدة نفسيه فينا بني البشر ... هل الخيال دائماً أجمل من الواقع ... أم أننا نحَوِّر الحقائق في خيالنا لتبدو أجمل ... أسئلة لازالت تبحث عن جواب ...

هناك تعليق واحد:


  1. http://www.assayyarat.com/
    thank you


    جزاك الله خير
    http://www.mawahib.net

    ردحذف

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...