الاثنين، 30 يوليو 2012

٩١- مبنى دراسي آخر

صغيراً كنت ... و لازلت ... لازلت متفوقاً في دراستي ... هذه السنه ... سوف ننتقل إلى مبنى دراسي آخر ... يبعد أكثر قليلاً من الكيلومتر عن منزلنا ... يوجد في أول شارع العزيزيه قبل التقائه بشارع الثقبه ... " شارع العشرين" حالياً ... أحب التغيير و المفاجآت المصاحبة له ...

في أول يوم دراسي ... يرافقني والدي ليتأكد من معرفتي للموقع الجديد ... و لكي يدلني على الطريق الأفضل ... مبنى صغير ... أصغر كثيراً من المبنى القديم ... المدخل الرئيس للمدرسه يفتح على الشرق حيث شارع العزيزيه ...  يوجد فيه ستة فصول دراسيه فقط ... بالإضافة إلى غرفة المدير و المدرسين و بعض المخازن الصغيره ... له ساحة صغيره في الخلف حيث يوجد المقصف و دورات المياه ... الساحه لها بابٌ يفتح على ممر ضيق من الجنوب ...

يدير المدرسة مدير جديد ... حسن التعامل مع الطلاب ... المدير "جبر" ... يساعده في ذلك ... الوكيل "إبراهيم بشير" ... شخص طيب القلب ... شديد عند اللزوم ... جميل الملبس ... شديد الأناقه ... و نظيف جداً ... بالرغم من لون بشرته الغامق ... إلاَّ أن قلبه ناصع البياض ... نفس المدرسين السابقين ... الأستاذ "صهٍ صهٍ و توفيق و فؤاد" ... إنضم اليهم مدرس دين قدم من مدرسةٍ أخرى ... شيخ في أواخر عمره ... شديد التدين ... ذو دمعةٍ قريبه ... و إحساسٍ مرهف ...

بجانب المدرسه ... في الركنة المقابلة ... عبر الممر الضيق ... يوجد مبنى مُرعِب ... نمر عليه في طريقنا إلى المدرسه ... يقطن فيه رجال كُثُر ... من جنسيات مختلفه ... معظمهم من الجنسيه الهنديه ... نستطيع رؤيتهم عبر النوافذ المفتوحه على الشارع ... ذات الأصياخ الحديديه ... و قد تم حجزهم داخل هذا المبنى المغلق ... نظير اقترافهم مخالفات قانونيه ... فهو سجن لمقترفي المخالفات البسيطه ... ينظرون إلينا عند الخروج و الدخول إلى المدرسه عبر النوافذ ... فهي متعتهم الوحيده التي تنسيهم حجزهم بين أربعة جدران ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...