الخميس، 19 يوليو 2012

٧٥- يوم العرس

صغيراً كنت ... و لازلت ... اليوم الخميس ... يوم استقبال الزوار و المهنئين ... الفرحة عمت أرجاء الحاره ... نسوة الحاره مجتمعين في بيتنا من الصباح الباكر لمد يد العون ... عوائل أعمامي "حمد و فالح" لدينا منذ البارحه ... عوائل عماتي كذلك  ...

من بعد صلاة العصر ... يبدأ توافد الزوار ... و نبدأ العمل على توفير سبل الراحة لهم ... عوائل كامله ... بصغارهم و كبارهم ... ببساطتهم و خفة نفوسهم ... الجميع يساهم على حسب قدرته ... معظم المساعدات تكون على شكل كيس من الرز ... أو كبش كبير ... مهمتي اليوم هي التأكد من وضع العانيات من الخرفان في الزريبه المهيأة لحجزهم ... يساعدني أبناء الجيران في ذلك ... 

الوقت ... قبيل صلاة المغرب ... الجميع متواجدين ... يؤذن جدي "المطوع" لصلاة المغرب ... يؤم الجميع ... هدوء تام ... صوت جدي الجميل يقرأ القرآن أثناء الصلاة بصوته الجهوري الجميل ... ذو اللكنه البدويه البسيطه ... المحببة إلى قلبي ... السلام عليكم و رحمة الله ... قالها جدي منهياً الصلاة ... يأخذ الجميع موضعه خارج البيت الشعر ... الرجال جلوساً أمام بيت الشعر مكونين مستطيلاً تاماً ... ثلاجتين معدنيتين (ترامس) تقبعان في ركنتي الجلسه مملوئتين ماءاً و ثلجاً ... على جانب منهم نارٌ مشتعله ... عليها دلال الرسلان الصفراء و أباريق الشاي الغضار المخططه بخطوط مثلثه ... منها الأحمر و الأزرق و الأخضر ... رائحة القهوه و قنادها تملأ المكان ... أبناء الأقارب يساعدون في صب الشاي و القهوه على الضيوف ... الضيوف مستغرقين في الحديث ... واحد يتكلم ... يقص قصةً حدثت في زمن والده ... و الكل يصغي متأثراً بأحداثها ... يبرز أحد الشعار فيفز الشباب ليصفوا صفين متقابلين ... و يبدأوا في ترديد مايقوله لهم الشاعر ... برتم موسيقي جميل ... يتحركون عليه تقارباً و تباعداً ... و الجميع يستمتع بهذا اللون الجميل من الرزف الشعبي ... 

الطباخ في الركنة البعيده ... منهمكاً في إعداد طعام العشاء ... عشرون خروفاً تم ذبحها و الطباخ المسكين يتفنن في إعدادها بالرغم من الحر المزعج و لفح حرارة النار من تحت القدور ... الأولاد يلعبون في الشارع الرملي "دريهوه" و هي لعبة جميله يشترك فيها الصغار و الكبار ... تعتمد على الإختباء و الدخول إلى موقع متفقٍ عليه يدعى "الحليسه" ... و الخصم يحاول الإمساك بهم قبل الدخول إلى "الحليسه" ... ليله جميله تنتهي بتقليط المعازيم ليتناولوا طعام العشاء ... يغسلوا أيديهم ... و يطيبونها بماء الفدور ... ثم يجلسوا ثانيةً لتناول القهوه و الشاي ... فيدار عليهم طيب العود في مباخر ليتبخروا بطيبه ... بعده ينصرف من أراد الإنصراف ... و يجلس من أراد الجلوس ... 

هذه أعراس الزمن السابق ... لاتعقيد ... لاتكلف ... روح الجماعه حاضره ... الجميع يساعد قولاً و عملاً ... الجميع سعيد ... و فرح ... 

هناك 3 تعليقات:

  1. الله يازين أعراس أول كل الناس يحسون و يفرحون بالعرس

    ردحذف
  2. إيه والله ليت زمان أول يرجع بس ويش الفايدة لرجع وشاف ذاالزمن
    عض ثوبه وشردوقال لابوكم لابوزمان أنتوا فيه

    ردحذف
  3. اي والله يازين اعراس لول كانت تعبر عن معنى الفرح والسعاده الحقيقيه بعيدا عن التكلف والبذخ والمظاهر الا ليت الزمان يعود

    ردحذف

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...