الثلاثاء، 24 يوليو 2012

٨٣- البيت العتيق

صغيراً كنت ... و لازلت ... نحن في الشاحنه الحمراء ... ميممين صوب الحرم الشريف ... الوقت قبيل صلاة الفجر بقليل ... الجميع متشوق ... خبرة دينيه عظيمه و مؤثره ... لفتى صغير ... مكللاً بالبياض ... لابساً إحراماً ذو القطعتين ... و نعالاً صغيره ... قلبي الصغير يدق بقوه ...

ياترى ماذا سوف تكون ردة فعلي ... عندما تقع عيناي على الكعبة المشرفه ... والتي سوف أختبرها بعد دقائق عده ... نركن السيارة غير بعيد ... لايوجد ازدحام شديد كما كنت أسمع ... أمسك بيد جدتي ... و نصحب خالي سالم و عائلته ... داخلين بوابة الحرم الكبيره ... نمشي في ممرًّ رخامي ... و أنا في ترقب ... أطل برأسي الصغير من خلال الفتحات بين أيادي من هم أمامي ... نقرب من صحن الكعبه ... و فجأه إذا الكعبة المشرفة أمامي ... لحظه لاتوازيها لحظه ... موقفٌ رهيب ... و بناءٌ رهيب ... أنوارٌ قويةٌ مسلَّطةً عليها ... مما زاد سواد كسوتها سواداً ... و زاد لمعان شريطها و بابها لمعاناً ... يالك من عظيمةً أيتها الكعبه ... يكبر بناءها كلما اقتربنا منها ... نبدأ الطواف عليها ... و كأنني في حلم ... حلم جميل فتّان ... أردد ماأسمع و أدعو للجميع ...

أفكر بعظم المكان ... فهنا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ... هنا كان أطهر البشر ... من هنا بدأ الدعوه ... و فوق هذا البناء أطلق بلال بن رباح صوته الجهوري الجميل مؤذنا ... يدعو الناس للصلاه ... جميع الصحابة رضي الله عنهم كانوا في هذا المكان ... ننهي الطواف ... و نقبل الحجد الأسود ... الحجر الذى لمسته يدي الرسول صلى الله عليه و سلم ... ثم نقف خلف مقام إبراهيم و نصلي ركعتين ... أدعو بعدها لجميع أفراد عائلتي كما أوصتني أمي الحبيبه ...

ثم نذهب إلى المسعى ... لأداء شعيرة السعي ... يتخللها أذان و صلاة الفجر ... فنحلق رؤوسنا ... و نحل إحرامنا ... انتهينا من العمره ... فنمكث في الحرم الشريف حتى صلينا الظهر ثم ننطلق إلى الهدى ... حيث مخيمنا الذي سوف نقظي فيه جُلَّ الشهر القادم ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...