٨١- الإستعداد

صغيراً كنت ... و لازلت ... العطله الصيفيه ... تخبرني جدتي بأنها تعتزم الذهاب مع أخيها لإداء العمره ... و تطلب مني مرافقتها ... سوف يغادرون في غضون أسبوع ... و علي اتخاذ قرار الذهاب من عدمه ... للإستعداد للرحله ... هل أستطيع الإبتعاد عن أمي لأكثر من شهر ؟... 

أجد صعوبه في اتخاذ القرار ... فكيف أترك عائلتي و أذهب في هذه الرحلة البعيده ... و لكن مشاهدة الكعبه عن كثب تستهويني ... أذهب إلى أمي علها تساعدني على اتخاذ هذا القرار الصعب ... تحدثني عن مكه و الكعبه و أهمية أداء العمره و تطلب مني الدعاء لها و لوالدي و لأخواني عند الكعبه و لوالديها ... أقرر الذهاب ... 

تساعدني أمي على تجهيز أغراض السفر ... جميع أغراضي و ضعتها في كيس صغير ... و أعطيتها جدتي لتضعها في حقيبتها ... أنام مع جدتي لكي توقظني مبكراً ...  فسوف ننطلق غداً صباحاً بعد صلاة الفجر ... مع خال أبي سالم و عائلته ... استغرقت في التفكير كثيراً قبل أن أنام ... أطلق العنان لخيالي ليصور لي مانحن بصدده ... فسوف نؤدي العمره ... ثم ننطلق إلى الطائف ... في خيامٍ منصوبه ... في وادٍ من أودية جبال الهدى ... مغامرة جديده لفتى صغير ...

توقظني جدتي للإستعداد للسفر ... والدتي سبقتنا و حضرت القهوه و الفطور ... والدي استيقظ للصلاه و إحضار الخبز من الخباز هاشم ... أخي الصغير غازي و جميع أخواتي استيقظوا كذلك ... الجميع جالس لتناول الإفطار اللذيذ ... خبزٌ حارٌ من التنور ... حليب بقر طازج مغلى بالسكر ... بيض مسلوق للتو أخذ من قن الدجاج ... و حلوى بحرينيه لذيذه ...  نفطر معاً نتحدث ... يوصيني والدي بعدم إزعاج جدتي ... و بإطاعتها و بتلبية أوامرها ... أمي تدعو لي و تذكرني بطلبها ... أخوتي يضحكون و يطلقون النكات المسليه ... الجميع يضحك و في نفسه غُصه ... غٌصة الوداع الوشيك ...