الخميس، 19 يوليو 2012

٧٧- سنة دراسية جديدة

صغيراً كنت ... و لازلت ... نحن في نهاية العطله الصيفيه ... المدرسه تفتح أبوابها غداً صباحاً ... عمري تعدى السابعه بأشهر قليله ... ... متشوق للدراسه في الصف الجديد ... الصف الثاني إبتدائي ... متشوق كذلك لاستلام الكتب الجديده ... و شراء الأدوات المدرسيه المطلوبه ...

بدأت أستعد ليوم غد ... أجلب حقيبتي من المخزن ... أنظفها و أضع فيها قلماً و مبراة و ممحاة و مسطرة و دفتر ذو عشرين ورقه ... ملابسي مغسوله و تركت تنشف على حبل الغسيل ... متحمس جداً لبدأ الدراسه ... أنام في الفناء الكبيربعد صلاة العشاء مباشرةً ... ... أتحدث قليلاً مع أخي غازي ... ولاألبث أن أغمض عيني ... و أدخل عالم الأحلام ... 

أقوم مبكراً ... تعطيني أمي منشفة الخبز و تطلب مني أن أحضر خبزاً من هاشم الخباز ... أخرج من البيت متوجها إلى المخبز ... ازدحامٌ لدى المخبز ... الجميع يريد الخبز الحار لإفطار أول يوم دراسي ... أطلب من هاشم خبزاً بريال ... و كباباً بريال ... على أن يقيده على الحساب إلى حين ميسره ... كباب الخباز هاشم لذيذ جداً ... عجين من الحمص المطحون مخلوطٌ معه بصل أخضر و بقل ... يسطح العجين باليد و يقلى بالزيت ... حجم الحبة الواحده كحجم الكف الكبير ... أحب أن أضع حبةً من الكباب في خبزة تنور و ألفها عليها ... و آكلها مع الحليب الطازج المغلي ... و الذي تحلبه أمي صباحاً من بقرة جدتي ... هذا كان فطورنا هذا اليوم ... فطور غير تقليدي بالنسبة لنا ...

ألبس ملابس المدرسه ... و أخرج من الباب ... أمي تدعوني ... أرجع مهرولاً ... أضمها و أقبل رأسها ... تشجعني و تدعو لي بالتوفيق ... أخرج لألحق بأبناء الجيران ... نمشي ... نتحدث ... أمي لاتزال تتابعني من خلف الباب ... أعلم أنها تحرسني بنظراتها حتى أدخل باب المدرسه ... هذه السنه ... أذهب إلى المدرسه بحب ... بخلاف السنة الماضيه ... حيث الرعب يتملكني لحين العودة إلى البيت ... و لولا والدتي ... و حرصها علي ... و متابعتها لي ... لما رجعت إلى المدرسة ...

يبدأ الطابور الصباحي ... لحسن الحظ ... المدير المرعب غير موجود اليوم ... مما يخفف الضغط على جميع الطلاب ... الوكيل يرحب بالطلاب ... و يقودنا فصلاً فصلاً إلى صفوفنا الجديده ... جميل أن أجتمع بأصدقائي من جديد ... أنا و أصدقائي سعيد و جمال في نفس الصف ... فرحين لذلك ... سنة جديده ... و تحديات جديده ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...