صغيراً كنت ... و لازلت ... إبن عمي محمد ... إلتحق بشركة أرامكو مؤخراً ... و أبدى تفوقاً ملحوظاً ... لقد تمت الموافقه على ابتعاثه إلى امريكا لمتابعة تعليمه الجامعي ... سوف يدرس الهندسه الكهربائيه في ولاية ميشيجان ... وسوف تذهب معه زوجته ... أختي الكبرى ...
رزقهم الله ابنتان جميلتان ... و لقد قرروا أن يأخذون صغراهم معهم ... و ترك كبراهم عند جدتها أم محمد ... لسنا معتادين على مشاهدة أختي الكبرى دائماً ... حيث أنها دائماً ماتكون مع جدتي ... و التي تتنقل بين بيت إبنها و بنتها و بيتها في الراكه ... لدرجة أني كنت أحسبها بنتاً لجدتي ... و ما وعيت أنها أختي إلا بعد زواجها ... فهي كانت توَنِّس وِحدَة جدتي و تعينها على قضاء حوائجها ... و مع ذلك ... فقد كنت حزيناً عندما علمت أنها سوف تغيب عنا مدةً طويله ... تناهز الخمس سنوات ... الجميع كان مصدوماً لهذا القرار ...
السفر في ذلك الزمن ... يعني القطيعه الدائمه ... حيث لاتوجد أي وسيلة اتصال مع الأحباب ... لاتلفون ... لا إيميل ... لا سكايب ... لا تانجو ... لا فيستايم ... فقط المراسله بالبريد العادي ... حيث تستغرق الرساله و ردها حوالي الشهرين ... مع العلم أنه لاتوجد عناوين بريديه كذلك ... فيجب علينا الإنتظار لحين وصول رسائل عن طريق عنوان أرامكو ... تجلب لنا بواسطة بيت عمي حمد ... صعبة الحياه كانت ... حيث تنقطع أخبار المسافرين لحين رجوعهم من سفرهم ... مما يدع القلق يعشش في حياة الأسره لحين رجوع غائبها ...
في يوم حزين ... تذهب الأسرة جميعها إلى مطار الظهران ... لتوديع ابنتها الكبرى ... ننتظر في المطار الى أن تطير الطائره ... و نعود أدراجنا بصمت ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق