الاثنين، 30 يوليو 2012

٨٨- الجمعه صباحاً

صغيراً كنت ... و لازلت ... يوم الجمعه ... يوم العطله الأسبوعي الوحيد ... الذي نرتاح فيه بعد ستة أيام من الدراسه ... يوم العطله من الأعمال و الدراسه ... اليوم الوحيد في الأسبوع الذي يجمع العائله جميعها على وجبة الغداء ... و التي تكون خاصه في هذا اليوم ...

نظراً لعدم وجود الثلاجات المنزليه ... و لعدم وجود ثلاجات لدى البقالات تحفظ المواد الغذائيه المثلجه ... فالطريقه الوحيده لتناول اللحوم هي أن تُشرى و تُطبخ في نفس اليوم ... أو أن يربى الدجاج في البيت ... و يذبح عند الحاجه لطبخه في نفس اليوم ... لذا فاليوم الوحيد الذي يستطيع والدي شراء لحوم طازجه هو يوم الجمعه ... نظراً لإنشغاله في باقي أيام الأسبوع ... و قلة ذات اليد ...

أذهب مع أبي في يوم الجمعة صباحاً إلى شارع الأمير محمد ... بالتحديد ... بالقرب من موقع مكتبة النهضه الأدبيه ... حيث يوجد المحل الوحيد الذي يبيع الدجاج المذبوح الطازج ... "دجاج الباحسين" ... نصل هناك لنرى الكثير من الناس وقوفاً أمام المحل في انتظار وصول الدجاج المذبوح ... حيث يوجد لدى صاحبه مزرعة في الراكه لتربية و ذبح و تنظيف الدواجن ... و من ثم توصيلها إلى هذا المحل لبيعها بالوزن إلى الزبائن الكُثُر ...

نقف مع الزبائن في انتظار وصول محصول اليوم علنا نحظى بمبتغانا قبل أن ينفذ ... تأتي السياره محملةً بعدة سلال ... بها الدجاج المذبوح النظيف ... و يبدأ البائع ببيعه لمُرِيديه ... نقف في الطابور في انتظار دورنا ... و نكون من المحظوظين إن جاء دورنا قبل نفاذ الكميه المحدوده ... يطلب والدي من البائع دجاجة واحده ... يضعها البائع في كيس شفاف و يضعها على الميزان حيث أنها تباع بالكيلو ... بعدة ريالات ... نأخذ مبتغانا و نعود أدراجنا إلى البيت لتبدأ والدتي في تحضير غدائنا ...

هذه حياتنا ... الأشياء البسيطه و المتوفره بكثره هذه الأيام ... محدودة الكميه و تستوجب بعض العناء من أجل الحصول عليها ... في زمن جميل مضى ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...