الخميس، 19 يوليو 2012

٧٦- المقاول

صغيراً كنت ... و لازلت ... أبي يكد و يشقى لكي يحسن من معيشتنا ... لانراه كثيراً ... معظم وقته يقظيه في البحث عن زيادة مصادر دخل للأسره ... يقوم بتوصيل البضائع بشاحنته الصفراء ... من فرضة الخبر ... إلى معظم نواحي المنطقه الشرقيه ...

بعد وجود شركة أرامكوا السعوديه في المنطقه ... انفتحت فرص كثيره لأهل المنطقه ... إستغل أبي الحاجه إلى مقاولين إعمار ... فتشارك مع عدد من أقاربنا ... و افتتح مؤسسة مرخصه للقيام بمقاولات التشييد ... جميع أفراد الأسره فرحه لهذه المبادره ... و فخورون بقرار افتتاح هذه المؤسسه ... و كان أول عقد من الباطن تحصل عليه ... هو بناء قسم من مستشفى أرامكوا القديم ... حيث تناقش مع شركائه بالسعر الواجب تقديمه ... قدموا مااتفقوا عليه ... و نجحوا في الحصول على العقد ...

بدأ أبي في إدارة هذا المشروع ... شراء المواد ... تأمين العماله اللازمه ... و بدأ العمل بسرعه ... و استمر كذلك إلى أن اتضح للجميع أن السعر المقدم كان يحمل خسارة كبيره ... صدمة مابعدها صدمه لأبي و شركائه ... ولنا نحن كذلك ... مما نتج عن ديون كثيره تحملها والدي بثبات ... و رجع إلى شاحنته التي لم تتخل عنه ... متحملاً تدبير مصاريف معيشتنا و سداد الديون الكبيره ... التي فجأةً بدأت تشاركنا في لقمة عيشنا ... و التي تسببت في بيع منزلنا الذي نسكن فيه ... بعد سنةٍ من العذاب مع الديانه ... قدر الله و ماشاء فعل ... عزيمة والدي تفلق الصخر ... لايؤمن بالفشل ... و لكن يؤمن بالفرص التي يكتبها الله سبحانه و تعالى ... فرص قد تكون نتيجتها النجاح ... بتوفيق منه ... أو عدمه ... لتجهيز عبده على النجاح في الفرص القادمه ... كلها خير ... هذا مانؤمن به ... فالأرزاق بيد الله يوزعها كيف يشاء ... و في قسمته الخير الكثير ... دائماً ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...