الأحد، 1 يوليو 2012

٧٠- خالي محمد

صغيراً كنت ... و لازلت ... أحب أمي كثيراً ... و أحب أخويها ... غير الشقيقين ... محمد أصغر من والدتي ... و خالي سريع أصغر خوالي ... ياليت كان لأمي أخوات ... لأرى امتدادها فيهن ... و أحس بوجودها بيننا ... رحمها الله رحمةً واسعه و أثابها الجنه ... اللهم آمين ...

خالي محمد ... تفكيرنا متقارب ... مزاجنا كذلك ... نحب نفس الأشياء ... مشاهدة نفس أنواع الأفلام ... أكل نفس أنواع الأكل ... نلبس نفس نوع و لون اللباس ... نتمشى معاً إذا سنحت لنا فرصه ... نتحدث كثيراً ... أفضفض له عن مكنونات نفسي ... و هو كذلك ... فهو أخ أمي و خالي و أخي و صديقي ... من حسن حظي أن لديه إجازه طول شهر رمضان ... و سيمكث عندنا طول مدة إجازته ... يالي من محظوظ ...

الجو حارٌ جداً اليوم ... رطوبه شديده ... كأنك على حافة قدر يفوح ... نمضي نهارنا في الغرفة الصغيره ... يسعفنا هواء المروحة الدواره ... يطلب مني خالي أن أفطر و أشرب ماءً ... و لكني أرفض ذلك ... مع أني أحس بالعطش الشديد ... سوف أنام لكي تسقيني الغزاله من حليبها و أرتوي ... هذا ماكانت تقوله لي أمي .. عندما أنام عطِشاً و أستيقظ و أنا لم أعد أحس بالعطش ... يحكي لي خالي حكايات شتى ... ويعدني برحلة بعد صلاة التراويح ... أستلقي على مفرشي ... و أستمع إلى حكاياته الجميله ... حتى أخبو قليلاً قليلاً ... صوته في الخلفيه ... و أنا أنفصل عن الواقع ... و أدخل في عالم الأحلام ...

يوقظني خالي ... فقد حان وقت الإفطار ... أنطلق مسرعاً ناحية ال"حِبْ" ... أمسك الكأس المعدني ... أفتح الغطاء الخشبي ... و أغرف غَرفةً ... و أشرب حتى أرتوي ... أعتقد أن الغزاله لازالت نائمه ... و لم تسقيني من حليبها هذه المرَّه ... أتوجه إلى حيث عائلتي جالسةً على سفرة الإفطار ... أجلس بين خالي و أبي ... آكل قليلاً ... الحمدلله رب العالمين ... أقوم و رأسي يؤلمني ... من شربي للماء بسرعةٍ و أنا جد ظمآن ... أرتاح قليلاً ... أمي تدلك رأسي بزيت زيتون دافئ ... و خالي جالسٌ بجانبي ... تطلب مني أمي أن أفطر غداً لشدة الحر ... و كذلك أفعل ...

هناك 4 تعليقات:

  1. انا اعتقد بأن الكتابه فن وعندما تكتب يجب ان تحسس القراء بما تكتب عنه او توصف الشيء وهذا مافعلته جميل جدا يا ابي


    ابنتك :shosh

    ردحذف
  2. انت رائع...وانا لك متابع

    ردحذف
  3. رحمها الله والله يطول بعمر خوالي
    ام فيصل

    ردحذف
  4. الله يرحمها

    ردحذف

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...