الخميس، 26 يوليو 2012

٨٥- طائفيات

صغيراً كنت ... و لازلت ... برد قارس ... مطر خفيف ... ألزم خيمة جدتي ... هدوء تام ... يتخلله صوت حبات المطر تتكسر على سقف الخيمه ... أتناول طعام العشاء ... تزيد عليه جدتي من الفلفل الأسود لكي أزداد دفأً ... تحكي لي جدتي من حكاياتها المشوقه ... حتى أنام ...

توقظني جدتي لصلاة الفجر ... أقوم بتثاقل ... برد شديد ... يعيدني إلى لحافي ... أنا بين النوم و اليقظه ... أسمع جدتي تحثني على أن أقوم و تعيد طلبها أكثر من مرة ... أستجمع قواي و أقوم ... أتوضاء داخل الخيمه بالماء الدافئ ... أصلي ... و أرجع إلى حيث الدفء يكون .. وأنام بملء عيني ... أقوم و الشمس قد ارتفعت و نشرت الدفء في أرجاء الوادي ... رائحة فطور شهي ... أجلس و أفطر مع جدتي ... خبز تميس حار بالسمسم ... بيض بالطماطم مليء بالفلفل الحار الذي نحتاجه لبث الدفء في أطرافنا ... و حليب طازج لذيذ مغلي بالسكر ... أنهي فطوري و أخرج لأرافق خالد و أحمد إلى أعلى الجبل القريب ... نلعب و نستكشف المنطقه ...

هناك بائعين متجولين لديهم ألعاباً جميله ... و أقمشة و أشياء كثيره ... أطلب من جدتي نقوداً ... أشتري مسدساً مائياً على شكل تمساح أخضر يخرج الماء من فمه ... و ألعب به مع أقراني ... خالد اشترى لعبة غريبه ... ورقة مربعه من الورق المقوى ... عليها رسومات من الجهتين ... جهة بها دوائر و مربعات ملونه ... مقسمه إلى أربعة أقسام ... كل قسم ذو لونٍ مختلف ... منها الأحمر و الأصفر و الأزرق و الأخضر ... و الجهة الأخرى مربعات تصل بينها حيّات و سلالم ... و مع اللعبه ستة عشر فيشه ... كل أربعة لها لون مختلف ... و مكعبي نرد ... علمت لاحقاً أنها تدعى "ليدو" ... لعبتها معهم حتى أتقنتها ... لعبة جميله ... تعتمد كثيراً على الحظ ... و على حسن تصرف اللاعب في اختيار الحركات المناسبه ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...