٧٤- ماقبل العرس

صغيراً كنت ... و لازلت ... في البيت حركةً غريبة هذه الأيام ... أسمع كلمة زواج تتكرر كثيراً ... أختي الكبرى تمت خطوبتها لإبن عمي محمد و الزواج قريباً ... عمي حمد يحضر زاداً كثيراً ... نتعاون جميعاً على إدخاله داخل البيت ... الفرحه تعم أرجاء البيت ...

إستعدادت الزواج تبدأ قبل يوم الحفل بأسبوعين على الأقل ... حيث يتم استدعاء أحد الندّافين لتجديد جميع المساند و الفرش ... و يتم حمس القهوه و طحنها ... و يتم طلب مواعين من الجيران و الأقرباء لاستعمالها يوم الحفل ... فيعمد كل بيت بوضع علامة على أوانيه لمعرفتها لاحقاً ... جارنا صالح يغطي البركه الداخليه بأخشاب ... فسوف ينجر مسرحاً لجلوس العروسين ... فهو نجارٌ محترف ... و قد تبرع بعمل المسرح مساعدةً منه ... ليشاركنا فرحتنا ... مطلق تبرع بعمل شبك بجانب منزله المقابل لنا ... لاحتواء أغنام و خرفان الحفل إلى أن يحين ذبحها ... نسوة الحاره يساعدن والدتي بتزيين إحدى غرف المنزل لتحتوي العروسين ليلة الزفاف ... لقد أبدعن بعمل فنيٍ جميل ... حيث تم تغطية جدران الغرفه الإسمنتية اللون ... بأقمشةٍ ذات ألوان زاهيه ... و صورٍ مرسومةٍ على مرايا كبيره ... لورودٍ و طيور و طواويس جميله ... ووضعت دزة العروس المتكونه من حقائب كبيره ... جلبتها إمرأة عمي ... تحتوي على أقمشه و أطياب عده ... منها مانطلق عليه "فدور" و "باريس" و "أم طير" ... و جميعها عطور معروفة في ذلك الوقت و خاصةً في الأعراس ...

زاد كثير قد ملء المخزن الصغير ... من أكياس رز ... و مراحل تمر حساوي ... و أكياس قهوه و هيل ... و صناديق شاي ... و أكياس سكر ... و صناديق ماء ورد ... و صفائح معدنيه كبيره "تنكه" من الحلوى البحرينيه اللذيذه ... و غيرها من التوابل و الحلويات الكثير ...

تم التعاقد مع مطربة الأعراس في ذلك الوقت "شْفَيْفَه" ... و التي تحيي الأعراس مع فرقتها من الطبالات ... بكلمات شعريه جميله ... تمدح فيها أهل الزوج و الزوجه ... و جميع من يعطيها نقوطاً ... الفناء الكبير يتم تجهيزه لإستقبال النساء ... و في الخارج تم نصب بيت شعر كبير "مروبع" له أربعة أعمده ... لإستقبال الرجال من المعازيم ... و وضعت خيمتين صغيرتين ... واحده لصبّاب الشاي و القهوه ... و الأخرى للطباخ الذي سوف يقوم بطبخ العشاء يوم الخميس و فطور و غداء اليوم التالي ... في انتظار يوم الزواج ...