الاثنين، 16 يوليو 2012

٧٣- يوم العيد

صغيراً كنت ... و لازلت ... لجلبة صباح العيد ذكريات خاصه ... لفطوره كذلك لذةٌ خاصه ... توقظنا والدتي من الصباح الباكر ... وتلبسنا أجمل الملابس ... لكي نذهب مع والدي لأداء صلاة العيد ... و التي نؤديها على الصعيد الطيب ... للكثبان الرمليه القريبه ...

نصلي بعد بزوغ الشمس بقليل ... نستمع للخطبه التي تختصر جميع متطلبات ديننا الحنيف في دقائق عدة ... بعد الصلاه ... نقبل رأس والدي و نبارك له في العيد ... نجتمع خارج المصلى مع باقي أفراد الحاره ... نسلم و نعايد بعضنا بعضاً ... نحصل على القليل من العيادي ... نعود بعدها فرحين ... ليبدأ يوم العيد ...

رائحة البخور و العود تعبق في أرجاء البيت ... أركض لأرى أمي لأقبل رأسها و أعايدها ... حضرت لنا أمي جلسةً جميله في الغرفة الصغيره ... هواء المروحه الدواره يلطف الجو الخانق ... نفطر فطوراً غير عادي ... نستعد بعدها لنذهب إلى خال والدي جابر في مدينة الخبر ... خلف مسجد السويكت ... حيث اعتدنا أن نتناول طعام الغداء عنده صباح كل عيد ... فهو أكبر أخوال والدي ...

بيتهم بسيط البناء ... مطلي باللون الأبيض الطاغي على شكل البيت ... باب رئيس واحد يقابل الشرق ... مصنوع من الخشب الأخضر اللون ... المجلس على اليمين مع وجود حائط في الواجهه يمنع الداخل من رؤية محرم البيت ... يجتمع جميع أخوال والدي و أبنائهم في هذا اليوم في هذا المجلس الصغير حجماً و الكبير فعلاً ... فبالرغم من صغر حجمه ... يجمع الجميع تحت سقفه ... و يقرب القلوب في هذا اليوم العظيم ... في هذا اليوم نحصل على الكثير من العيادي ... أكبرها خمسة ريالات جديده حدها كأنه حد السكين من خالي جابر ... غير العيادي الأخرى التي نحصل عليها من باقي أخوال أبي ... سويكت، سالم، عبدالله و خالد ... رحم الله موتاهم و أثابهم الجنه و عافا أحيائهم و رزقهم الصحه ...

نتناول غداء عيد الفطر من الصباح الباكر في حدود الساعة الثامنة ... نعم الساعه الثامنه صباحاً ... حيث من عادة الناس في ذلك الوقت تناول غداء العيد مبكراً لكي يتسنى لهم الذهاب لمعايدة أهاليهم و أقربائهم قبل ازدياد حرارة الشمس ... غدائنا المعتاد لهذا اليوم ... خروفاً مع الرز ... و لبناً طازجاً ذو زبدٍ طافح في أعلى الإناء ... حيث أن لدى خالي جابر بقرةً في منزلهم تمدهم بحاجتهم من الحليب و اللبن و الزبد ... إكتفاءٌ ذاتي ... و طعامٌ طيب ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...