الجمعة، 3 أغسطس 2012

٩٤- مدرستي الجديده

صغيراً كنت ... و لازلت ...بالرغم من السلبيات الكثيره في المبنى و الصف الجديد ... إلاّ أن صغر المساحه قربت المسافات بين الطلاب ... أصبح الجميع يعرف الكل ... مما ترتب عنه قائمة أصدقاء أطول ... و أعداء أقصر ... حيث أنه بعد أن فهمت أعدائي ... تقبلتهم كما هم ...

المدرسة بعيدة عن البيت ... نمشي مسافة طويلة على شارع العزيزيه لحين بلوغ المبنى المرعب ... لنرى الهنود المحجوزين يرمقوننا من النوافذ ذات الأصياخ الحديديه ... الشرطي المسئول عن الحراسه يبعدنا عن هذه النوافذ ... لاأعلم لماذا وُضع هذا المبنى الذي يقطنه هؤلاء المخالفين ... بجانب مبنى دراسي لتنشأة أبناء الحاره ... هل هذا عقاب غير مقصود لحارتنا ... أم تخطيط خاطئ غير مسئول ... نحاول جهدنا بأن نمر مسرعين لتفادي النظر إلى هذا المبنى لحين بلوغنا مدخل المدرسه ... مع الوقت ... علمنا أن هناك طريقٌ آخر من الخلف يوصلنا إلى الممر الصغير ... بدون المرور بجانب المبنى المرعب ... حلٌّ ممتاز لمشكلةٍ مرعبه لنا معشر الأطفال ...

في الطريق إلى المدرسه ... أُعْمِلُ خيالي طول الطريق ... أتخيل يومي المقبل ... أراجع بعض المعلومات في ذاكرتي ... أُحَضِّرُ نفسي ليومي ... حتى أصل ألى الممر الصغير ... لأجد بعض زملائي قد سبقوني إلى هناك ... أصبحنا نُبَكِّرُ في الحضور إلى المدرسه ... لكي نلعب الكرة خارجها ... في الممر الصغير ... لحين إعلان جرسها منادياً لبدأ اليوم الدراسي ... متعةً لاتوازيها متعه ... نبدأ يومنا الدراسي ... بنشاطٍ عجيب ... عكس السابق ... حيث يرفرف علينا الخمول و الرعب منذ بداية اليوم ...

مع الأيام ... كبرت دائرة علاقاتي ... و كبر معها طموحي ... عرفت الجميع ... و تقبلتهم كما هم ... بدأت دائرة معارفي في الإتساع ... لتشمل معظم طلاب المدرسه ... و مدرسيها ... أصبحت أكثر سعادةً و نشاطاً ... إشتركت في الإذاعة المدرسيه ... حيث أقرأ بعض المعلومات على الطلاب ... عرفت أن الإنسان يستطيع العطاء إذا أراد ... و بادر إلى ذلك ... فهمت أنَّ التخطيط و الخيال وحده لايكفي ... بل المبادرة إلى العمل هي التي تفتح لك أبواباً ... طالما حسبت أنها محكمة الإغلاق ... أحببت مدرستي و مبناها الصغير الكائن بجانب المبنى المرعب ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...