يمشي حزيناً ... مكسور الخاطر ... و الغضب يطبخ في صدره ... يركب سيّارته الصغيرة ... يدور عدة دورات ... بدون أن يدرك ما حوله ... تتعارك الأفكار في رأسه ... فهو لايفهم حتى الآن ... سبب إلتفات سعاد إلى غيره ... ما الخطأ الذي اقترفه ... علامة استفهام ؟ ...
كان الوحيد في حياتها ... جميع طلباته مُجابه ... إذا غضب ... تترجاه أن لا يكدِّر خاطره ... لاتتركه حتى ترى ابتسامته على مُحياه ... تفرح لفرحه ... و تزعل لزعله ... هو الرئيس في حياتها ... هو رقم واحد في قلبها ... هو حبها الوحيد ... لا تأكل قبله ... و لاتنام إلّا و هو إلى جانبها ... تحب أن تجلس و تتحدّث معه ... تعشقه عندما يُغَنّي ... تحب صوته الجميل ... و تضحك على نكاته الغير مقصودة ... يكَمِّلان بعضهما ... متلازمان على الدوام ... لاتراها بدون حبيبها حمد ... و لاتراه بدون حبيبته سعاد ... ماذا حصل يا ترى ...
حالته النفسية في الحظيظ ... لم تعد تعطيه حقّّه منها ... صار يجلس وحيداً ... و يأكل وحيداً ... و يلعب وحيداً ... و يغنّي وحيداً ...و يبكي وحيداً ... بدأت علاقتهما في التدهور منذ ذهبت إلى المستشفى ... و رجعت بعد يومين اثنين ... كان في أشد الشوق إليها ... يعد الدقائق و الثواني لحين عودتها ... لترجع بوجهٍ غير الوجه الذي ذهبت به ... لتعود و هي ممسِكةً بآخر غيره ... و الحب في عينيهما ... و المشكلة بالنسبة إليه أن الجميع لم يفكِّروا فيه ... بل يباركون لسعاد ... و يجلبون الهدايا لها و لحبيبها الجديد ... متناسين وجود حمد في حياتها هو الآخر ...
جالسٌ في الصالة الرئيسية ... يشاهد برنامجه التلفزيوني المُفضّل ... و سعاد على الكنبة الأخرى ... و بجانبها حبيبها الجديد سعد ... الذي اشتق إسمه من اسمها ... مما يزيد من حنق حمد ... "حمد ... حبيبي ... تعال إلى جانبي" ... تدعوه سعاد و هو لايلتفت إليها ... تقوم و تأتي إليه ... سعد معها يضحك ... تضعه في حضن حمد ... و تقول له ... "هذا هديّتي لك ... هذا أخوك الصغير ... أنت تكبره بثلاث سنين" ... ينظر إليه ... و يرى براءته ... و يُعجبُ بضحكته ... يضم والدته و يبكي فرحاً برجوعها إليه ...
تفكيري راح بعيد. مبدع يا بو فهد.
ردحذف