رجع إلى بيته متأخراً ... بعد يوم عملٍ مُرْهِق ... أحداث كثيرة متتالية حصلت هذا النهار ... أثَّرت على نشاطه المعتاد ... و أحبطت همَّتَهُ العالية ... و مع ذلك كان متماسك الجأش ... متحكم في أعصابه ... و متحمِّلاً جميع النتائج ...
لم تقابله زوجته عند الباب كالمعتاد ... يدخل إلى البيت ... يتوجَّه إلى الصالة ... كانت هناك طاولةً معدّه لشخصين ... في منتصفها فازة من الكريستال ... بها ورودٌ حمراء من النوع الذي يُحِب ... صحنين من البورسلان ... كأسين من العصير الطازج ... و قدر جميل بها عشاءٌ فاخر ... بارد ... على أحد الكرسيين كانت هناك هديةً مغلَّفة بعناية ... مربوطةً بشريطٍ أحمر ... عليها بطاقة صغيرة ... "حبيبي ... عيد زواجٍ سعيد ... مرام" ... صدمةً أخرى يتلقاها آخر الليل ... لم يحسب لها حساباً ... يجلس على الكنبة ... منهكاً و مهموماً ... يا إلهى ... "لقد نسيت عيد زواجنا ... يا لزوجتي المسكينة ... ماذا يجب علي أن أفعل ؟" ...
أشعة الشمس الحارة تعبر خلال زجاج النافذة ... تملأ مساحات الصالة بالدفء و النور ... عبدالله مستغرق في النوم على الكنبة ... نام نوماً عميقاً ليلة البارحة ... لقد كان منهكاً من التعب الجسدي و النفسي ... و لم يملك الجرأة على إزعاج مرام ليلة البارحة ... يجلس ... ليجد إفطاراً مُعَدّاً أمامه ... يتناوله ... و يخرج إلى عمله بدون أن يواجه مرام ...
يدخل المكتب و هو في حالةٍ مُزرِية ... يدخل حمّامه الخاص ... يحلق ذقنه و يغتسل ... يلبس بدلته الإحتياطية ... التي يحتفظ بها في المكتب للأوقات الطارئة ... يصنع لنفسه كوباً من القهوة ... و يجلس على مكتبه في انتظار بدء الدوام ... و دخول الموظفين ... الساعة السابعة ... السابعة و النصف ... لم يحضر أحد ... عجيب ... يذهب ناحية التقويم ليعلم أن اليوم يوم إجازة لجميع الموظَّفين ... يتأكد من ذلك مرةً ثانية ... يشعر بسعادةٍ غير مكتمِلة ... يلاحظ بطاقةً بيضاء على الأرض ... سقطت من جيب قميصه عند خلعه ... يرفعها ... يقرأها و هو غير مصدِّق ... يبتسم ... تتحول الإبتسامة إلى ضحكة ... تتولد الضحكة ضحكات ... يقهقه من أعماق قلبه ... ينكشف همّه ... و يزول انعقاد حاجبيه ... "حبيبتي مرام ... كم أحبك " يقولها و هو يقرأ البطاقة مرَّةً أخرى ... "حبيبي عبدالله ... آسفة ... لقد أخطأت باعتبار يوم أمس هو عيد زواجنا ... أرجو أن لا أكون قد سببت لك إزعاجاً ... موعدنا الليلة ... عيد زواج سعيد" ...
عجبني ..جدا محظوظ .. سلمت اناملك ياخوي..
ردحذفام الهنوف
رائعه. متاكد انك ما تعرف ابطال القصه?
ردحذفاخوك غازي
هذول مهب ابطال قصه الا داجين...
ردحذفالمرة مسبقه عيد الزواج والرجال مادرى انها غلطانهً...
بس قصه حلوة...
قصه ظريفه جميلة شكرا اخي العزيز
ردحذفاخوك محمد
قصة جميلة ورومانسية حقا، اختيارك في الوصف دائما مبدع...
ردحذفأشكرك
أم خالد