عمر ... رجل في الثلاثينات من عمره ... متزوج و لديه ولد و إبنتان كأنهن القمر ... في هذه الليلة ... حقق حلماً كان يراوده منذ زمن طويل ... صافح أمير المنطقة ... و استلم منه شهادة تخرُّجِه مهندساً ميكانيكياًّ ...
عمر لايزال واقفاً على مسرح التخرج ... مقابلاً أهالي الخرّيجين ... يبتسم لإبنه تركي و هو حقّاً فخوراً بما حقَّق ... زوجته و إبنتاه كانوا هناك ... يرون أباهم في موضع مشرّف ... ليزدادوا فخراً ... هذه الأثناء بدأ صوت الجماهير يخف في أذنيه ... و بدأت صورتهم تضمحل رويداً رويداً ... ليُعرض أمام عينيه قصة كفاحه الطويلة ... التي امتلأت أحداثاً مؤلمة و أخرى جميلة ...
صغيرا كان ... يلعب مع أخوه محمد في منزلهم القابع في إحدى ضواحي مدينة الخبر ... و التي تدعى البايونية ... كان عمر طفلاً نشيطاً ... الذكاء يُشِعُّ من عينيه ... ممتازاً في دراسته ... دائماً ماكان عمر و محمد ينتظران نهاية الأسبوع ... ليأخذهم أخاهم الكبير إلى حيث يريدون ... فقد عقد معهم اتفاقاً ... أنهم إذا أحسنوا التصرُّف ... و أنهوا جميع واجباتهم المدرسية ... سوف يأخذهم خارج البيت إلا حيث يريدون ...
أنهى عمر دراسته الثانوية ... و التحق بجامعة البترول ... و كان أخاه الكبير فخوراً بذلك ... فقد أوصله أول يومٍ في دراسته إلى هناك ... و أقام وليمةً يوم قبوله في الجامعة ... لكن لسببٍ ما ... لم ينهي عمر دراسته الجامعيه ... فالتحق بكليّةٍ لدراسة علوم الميكانيكا التي يُحِبّها ... يقضي أغلب أيام الأسبوع في سكن الكلية ... التي تبعد قُرابة المائة كيلومتراً من منزل والديه ... حتى تخرَّج بشهادة دبلوم و بتقديرٍ مُرتفع ... و بدأ حياته العملية في إحدى شركات سابك في الجبيل ...
يسلك طريق الدمام/الجبيل يومياً ... جيئةً و ذهاباً ... من و إلى عمله ... مشواراً واصل عليه عمر لأكثر من عشرة سنوات ... من أجل توفير لقمة العيش الكريم لزوجته و أبناءه ... و لايزال يرواوده حُلُم ... حُلُم بدأه و لم ينهيه ...
في أحد الأيّام قرر عمر أن يكمل مابدأه منذ خمسة عشر عاماً ... فبادر بالإلتحاق بجامعة الأمير محمد بن فهد ... على شاطئ نصف القمر ... و انتظم في دراسته ... كان يخرج من العمل مباشرةً إلى الجامعة ... وهو لايزال مرتدياً بدلة عمله ... و يسهر الليالي للمذاكرة و القيام بواجباته الآكاديمية ... فترة مُرهقة و متعبة من حياته ... مملوءة بعرق الكفاح ... و روح المثابرة ... و أمل النجاح ... و هاهو في هذه الليلة ... يحصد مازرعه طيلة أيّام حياته ... و يرفع رأسه و رأس عائلته عالياً ... ليزدادوا فخراً ...
نتالق كالعاده. استمر. بالتوفيق ولا تعليق.
ردحذفاخوك غازي
الله يعطيك العافيه خالي والف مبروك لخالي واخوي الغالي عمر ❤
ردحذفمبروووك لخالي عمر والله يوفقه ويعطيه على قد تعبه
ردحذفAsom1412
شكرا ابوفهد...ان اكون بطل القصه في احدى مبادراتك فهذا شرف لي...اخي الكبير.. دائما مااستمد الهام التفوق والنجاح من شخصكم الكريم...فمسيرتكم العلميه والعمليه هي مصدر فخر واعتزاز لجميع افراد العائله...ولاننسى بانك حصلت على درجة الماجستير في حفل تخرج ثنائي بهيج جمعكم مع ابنكم فهد والذي تخرج في نفس الليله بدرجة البكالريوس...شكرا لك...فقد كنت محتاجا الى دفعه معنويه...تجدد العزوم وتذيب الهموم...شكرا من القلب
ردحذف