الأحد، 20 يناير 2013

١٩٠- بَلَل

يمضي مع أمِّه و إخوانه ... متجهين إلى ناحية البحيرة القريبة ... الجو جميلٌ اليوم ... يميل إلى البرودة قليلاً ... أشعة الشمس الذهبية ... تعطي درجة الدفء المطلوبة ... الأم في المقدِّمة ... و أطفالها على أثرها ... حتى وصلوا إلى حافة البحيرة ...

تقف الأم ... و تتجه ناحية أبناءها ... تعطيهم تعليمات لضمان سلامتهم ... و تخطوا داخل الماء ... يبدأ أطفالها في تقليدها .. لم يواجهوا أي صعوبة في ذلك ... فالماء جعلهم أخفُّ وزناً ... و أنعش أجسادهم الصغيرة ... يسبحون بجانب أمهم ... مستمتعين بهذه اللحظات الفريدة ... و هذه الثِّقة الممنوحة ... يسبحون و يغطسون و يلعبون ... و أمهم ترمقهم عن قرب ... فجأة إذا بشخصٍ متخفٍ خلف أحد الأشجار الكبيرة ... بدأ يرشقهم بوابلٍ من الرصاص الحي ... تجمع الأم أطفالها و تنطلق بهم إلى الضفَّةِ الأخرى ... مسرعين للإختباء و الإحتماء بإحدى الأشجار الضخمة ... تتفقد أطفالها ... لتتأكد أنها فقدت واحداً منهم ... تبحث عنه بعينيها ... لتراه بعيداً في البحيرة ... و لايزال المجرم يطارده ... لن تستطيع ترك بقية أطفالها و الذهاب  لمساعدته ... بدأت تدعو ربَّها بأن يساعده على الهروب من هذا المجرم ... و أن يعود لها سليماً ... و قرّرَت أن تأخذ أطفالها إلى بيتهم ... و تخبر زوجها ليقوم بالبحث عنه ... تلف حول البحيرة ... و قلبها وجل من أن يلحق بها المجرم ... و تُفكر في إبنها المفقود و تدعو له بالسلامة ... تصل إلى البيت في وقت متأخر ... فالمسافة التي قطعتها طويلةً جدّاً ...

تدخل البيت ليستقبلها طفلها المفقود ... و زوجها الذي كان قلقاً جدّاً بعد ما أخبره الصغير بما حصل ... لكنه كان متأكِّداً من حنكة زوجته ... و قدرتها في الخروج من هذا المأزق ... ينفض الصغار ريشهم ... و ينضووا تحت جناح أمهم من البرد ... ليعودوا في الصباح الباكر و معهم والدهم إلى بحيرة البط ... ليتدربوا على فن العوم و صيد السمك ...

هناك تعليق واحد:

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...