يمضي مع أمِّه و إخوانه ... متجهين إلى ناحية البحيرة القريبة ... الجو جميلٌ اليوم ... يميل إلى البرودة قليلاً ... أشعة الشمس الذهبية ... تعطي درجة الدفء المطلوبة ... الأم في المقدِّمة ... و أطفالها على أثرها ... حتى وصلوا إلى حافة البحيرة ...
تقف الأم ... و تتجه ناحية أبناءها ... تعطيهم تعليمات لضمان سلامتهم ... و تخطوا داخل الماء ... يبدأ أطفالها في تقليدها .. لم يواجهوا أي صعوبة في ذلك ... فالماء جعلهم أخفُّ وزناً ... و أنعش أجسادهم الصغيرة ... يسبحون بجانب أمهم ... مستمتعين بهذه اللحظات الفريدة ... و هذه الثِّقة الممنوحة ... يسبحون و يغطسون و يلعبون ... و أمهم ترمقهم عن قرب ... فجأة إذا بشخصٍ متخفٍ خلف أحد الأشجار الكبيرة ... بدأ يرشقهم بوابلٍ من الرصاص الحي ... تجمع الأم أطفالها و تنطلق بهم إلى الضفَّةِ الأخرى ... مسرعين للإختباء و الإحتماء بإحدى الأشجار الضخمة ... تتفقد أطفالها ... لتتأكد أنها فقدت واحداً منهم ... تبحث عنه بعينيها ... لتراه بعيداً في البحيرة ... و لايزال المجرم يطارده ... لن تستطيع ترك بقية أطفالها و الذهاب لمساعدته ... بدأت تدعو ربَّها بأن يساعده على الهروب من هذا المجرم ... و أن يعود لها سليماً ... و قرّرَت أن تأخذ أطفالها إلى بيتهم ... و تخبر زوجها ليقوم بالبحث عنه ... تلف حول البحيرة ... و قلبها وجل من أن يلحق بها المجرم ... و تُفكر في إبنها المفقود و تدعو له بالسلامة ... تصل إلى البيت في وقت متأخر ... فالمسافة التي قطعتها طويلةً جدّاً ...
تدخل البيت ليستقبلها طفلها المفقود ... و زوجها الذي كان قلقاً جدّاً بعد ما أخبره الصغير بما حصل ... لكنه كان متأكِّداً من حنكة زوجته ... و قدرتها في الخروج من هذا المأزق ... ينفض الصغار ريشهم ... و ينضووا تحت جناح أمهم من البرد ... ليعودوا في الصباح الباكر و معهم والدهم إلى بحيرة البط ... ليتدربوا على فن العوم و صيد السمك ...
رائع. خانني حدسي للمره الثانيه.
ردحذف