الاثنين، 7 يناير 2013

١٧٣- العامِلة

تضحي بنفسها من أجل قومِها ... تعمل ليل نهار ... لايوجد عندها الكثير من الفراغ ... تقضي وقت فراغها القصير ... بملء جوفها بلقيمات ... تعينها علـى مواصلة عملها ... و التفاني فيه ... من أجل البقاء ...

جالسة تتناول طعام غدائها ... يلِجُ عليها المسئول عابساً ... و بنظراتٍ نارية ... يصرخ فيها "هيا ... إلى العمل ... المَلِكة تشعر بالحرارة" ... تقوم و هي لم تتم لقمتها الثالثة ... تُسرِعُ إلى سيدتها ... لتبدأ عملها ... و تهف على سيدتها ... لتلطِّف لها من هذا الجو الخانق ...

متكأةً أمام مائدتها الكبيرة ... و قد احتوت على جميع الأصناف ... تعاتب متذمِّرةً ... "أوشكت نفسي علي أن تنسد من هذا الحر" ... "إسمعي" ... تقول مخاطبةً العاملة ... "أرغب في عسلٍ صافٍ لطعام عشائي الليلة ... و ليكن من الغابة السوداء البعيدة من هنا ... فإنهم يقولون أن له طعمٌ طيِّب" ... "أمرك سيدتي" ... تردُّ العاملة المسكينة ... و قد اجتمع في قلبها المُنكسر ... ذُل الحاجة ... و هوان النفس ... و مع ذلك فإنها تعرف أن ماتقوم به ... هو عمل سامٍ ... يُعين على بقاء أمّتها ... و يحول دون فنائهم ... و هي لاتزال تتذكّر أوّل يوم عملٍ لها ... في يوم زواج سيدتها ... التي اختارت زوجاً لها ... من بين أجمل و أقوى شباب القوم ... لتقوم بقتله في يوم دُخلتها ... هكذا ... ببرود تام ...

تيار هواءٍ بارد ... يملأ فراغ الغرفة الصغيرة ... بعد أن فتح المسئول فتحة في جدارها ... يدخل المسئول إلى الغرفة ... و يقول باحترام للملكة ... "لو سمحت سيدتي ... يجب على العاملة المغادرة الآن لتحضير و جبة العشاء" ... فرِحة ... تتوقف العاملة عن الهَف ... و تغادر الغرفة في رحلة طويلة ... إلى الغابة السوداء ... للتحضير لعشاء سيدتها ...

فرحةً ... لأنها سوف ترتاح من تعب عملها الروتيني اليومي المستمر  ... ترفرف جناحيها ... تطير و تنضم إلى سرب النحل المغادر إلى الغابة السوداء ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قبل أن أكون

 قبل أن أكون يا ترى .. أين كنت قبل أن أكون؟ أكنت في عالم الذر بداية إلى أن كتب الله لأبي وأمي أن يلتقيا لأكون؟ نعم، لقد كنا أرواحا بلا أجساد...