تفز من نومها مذعورة ... هذه هي المرة الخامسة التي يتكرَّر فيها هذا الحلم ... تتعوذ من الشيطان الرجيم ... تشرب من كأس الماء القريب ... ترتاح قليلاً ... تتوضاء ... تصلي ماشاء الله لها من صلاة ... تعود لتنام بعد أن اطمأنَّت نفسها ... تقوم في الساعة السادسة ... تغتسل تصلي الفجر و ترتدي ملابسها ... تقود سيارتها إلى المدرسة التي تُدرِّس بها ...
ديمة ... امرأةٌ في نهاية العشرينات ... عزباء ... لاتزال في انتظار فارس أحلامها ... الذي مرِض فرسه الأبيض و لم يتعافى إلى الآن ... تدرِّس مادة الرياضيّات لطالبات المرحلة الثانوية ... ذكية ... متّقدة الذكاء ... تُحسِن معاملة الطالبات و زميلاتها المُدَرِّسات ... مدرسةٌ ممتازه ... تحوز على اهتمام طالباتها خلال معظم وقت الحِصَّة ... لديها مَلَكَةٌ فريدة في توصيل المعلومة إلى طالباتها ... حتى مع مادةٍ جافَّة مثل الرياضيات ... الجميعُ يُحبُّها ...
هذا اليوم ... نفسيتها منقبضة ... من جرّاء هذا الحلم المزعج المتكرِّر ... تجلس مع زميلتها منى ... و تحكي لها مارأته في الحلم ... تُخفِّف عنها منى ... "مايهمك ... هذي أضغاث أحلام ... إذكري الله ... و لاتفكّرين فيه" ... يدق جرس الحصة الأخيرة ... تقوم ديمة لتقديم حصَّتها ... تدخل الفصل و تسلّم على الطالبات ... يَرُدَّنَّ السلام عليها بصوت خامل ... فمُعظمهُنّ قد نال منهن التعب الكثير ... و درجة التركيز لديهن في الحظيظ ... تُقَرِّر ديمه أن يكون الدرس خفيفاً ... لعِلمها بأن معظم الطالبات لن يستطعن التركيز على لغة الأرقام و التعامل معها في هذا الوقت ... يدق الجرس معلناً نهاية الدوام المدرسي ...
تخرج ديمة لتفاجاء بعطل إحدى إطارات سيّارتها ... تلتفت علها تجد من يساعدها ... لا أحد ماعدا طالبتها نوال التي تنتظر أخاها ليُقِلّها إلى البيت ... تصل سيّارة بيضاء ... تركب فيها نوال ... لتخبِر أخاها المهندس سعيد... فينزل لإصلاح إطار سيارة ديمة ...
بعد أسبوع ... تزورهم والدة نوال خاطبةً ديمة لإبنها المهندس سعيد ... الجميع سعداء لما آلت إليه الأمور ... تنام ديمة قريرة العين هذه الليلة و قلبها مليء حبّاً و سعادةً ... تستيقظ من نومها صباحاً و هي مسرورة لأنها رأت الحلم للمرّة السادسة ... و لم تكن خائفةً البتّة ... هذه المرّة رأت بوضوح وجه الطالبة التي أرعبتها داخل الحلم ... نعم إنها نوال ... التي كانت تقود سيّارةً بيضاء بسرعةٍ جنونية ... اصدمت بقوة بسيارة ديمة من الخلف ... لتدفع سيارة ديمة لمسافة طويلة ... حتّى اخترقت جدار بيت كبير ... و كان أمامها داخل البيت ... رجل يرتدي بنطلون جينز و قميصاً ... و على رأسه قبعةً سلامةٍ بيضاء ... ليتحول الحلم المرعب إلى واقع جميل ...
ما شاء الله عليك ولا قوة الا بالله. اسال الله لهذا المعين الا ينضب. اعيذك بكلمات الله التامه من كل شيطان وهامه ومن كل عين لامه. والله اني بدات اقلق ان استيقظ صباحا وافاجا بانك لم تكتب مقالا تلك الليله. انها لمتعة حقبقبه ان اجد ما يستلني من واقعي الممل ليطير بها في فضاءك الرحب. امض قدما لامتاع متابعيك.
ردحذف
ردحذفجميله نهايتها والمغزى منها أجمل
يعطيك العافيه وقصصك ماينمل منها أستمتع وانا اقرأها
Asom1412